Tuesday, May 5, 2020

القادمون إلى ألمانيا للدراسة والعمل أكثر من اللاجئين


ألمانيا تصبح أكثر جاذبية لمن يريد الدراسة فيها أو البحث عن وظيفة، حيث تجاوز عدد هؤلاء، عدد اللاجئين الباحثين عن حماية. وذلك بحسب أرقام وزارة الداخلية الألمانية الاتحادية والتقرير الأحير للحكومة عن الهجرة.

الأوضاع الإنسانية والهجرة إلى ألمانيا آخذة في التغيير، حيث تشير الأرقام إلى انخفاض عدد اللاجئين المحتاجين للحماية وملاذ آمن خلال السنوات الثلاث الماضية، بيد أن المزيد من الناس يأتون إلى ألمانيا للدراسة والعمل حسب تقرير الهجرة لعام 2018، الذي نشرته الحكومة الألمانية يوم الأربعاء (08 كانون الثاني/ يناير 2020).
وفي بداية الفصل الدراسي 2018/ 2019 كان هناك ما يقرب من 400 ألف طالب أجنبي مسجل في الجامعات الألمانية، 75 بالمئة منهم كانوا ضمن تصنيف Bildungsauslaender وهو ما يعني أن هؤلاء الطلاب لديهم التأهيل الكافي للدراسة في الجامعات الألمانية أو الالتحاق بالسنة التحضيرية Studienkollegs للطلاب الأجانب.
أعداد الطلاب الأجانب المهتمين بالدراسة داخل ألمانيا شكلت زيادة في عام 2018، وأكبر مجموعة من الطلاب الأجانب الوافدين كانوا من الصين والهند وسوريا. وتشير الأرقام إلى أنه من بين 20,8 مليون طالب جامعي مسجل في ألمانيا، 25 بالمائة منهم ذوو أصول مهاجرة (الطالب أو لأحد والديه على الأقل)

 وأعلنت وزارة الداخلية تراجع عدد طلبات اللجوء في ألمانيا العام الماضي إلى 142509 طلب لجوء، وأوضحت أن عدد الأشخاص الذين قدموا طلبات لجوء للمرة الأولى في ألمانيا، تراجع مجددا في عام 2019 بإجمالي 20 ألف شخص تقريبا.
في المجموع، انتقل حوالي 1,59 مليون شخص إلى ألمانيا في عام 2018، وهي أعداد قريبة للعام الذي قبله، إلا أنها تقل عن أعداد القادمين عام 2016.
يشار إلى أن الوزارة نفسها تقول إن هناك 111094 طلب لجوء أولي فقط هذا العام- إلا أنها تستخدم في هذا الحساب آلية جديدة؛ فبدلا من أن يتم حساب جميع طلبات اللجوء كما كان يحدث في الماضي، يستبعد الإحصائيون حاليا أطفال طالبي اللجوء الذين ولدوا في ألمانيا والذين عادة ما يقدم لهم آباؤهم طلبات لجوء أيضا. وبالنسبة لهؤلاء الأطفال الذين ولدوا في ألمانيا وتقل أعمارهم عن عام، كان قد تم تقديم 31415 طلبات لجوء لهم خلال العام الماضي.
أسلوب جديد لإحصاء عدد اللاجئين

وأشارت الوزارة إلى أنها رصدت "طلبات اللجوء الرسمية" لأشخاص جاؤوا إلى ألمانيا وقدموا طلبات لجوء بها -سواء أطفال أو شباب أو بالغين، موضحة أن البلدان الأساسية التي انحدر منها هؤلاء الأشخاص هي سوريا، حيث جاء منها 26435 شخصا، والعراق التي جاء منها 10894 شخصا، وتركيا التي جاء منها 10275 شخصا.

وتعليقا على الأساليب الجديدة لإحصاء وحصر عدد اللاجئين، قالت بترا بندل من المؤسسة الألمانية للأجانب وشؤون الهجرة (SVR)  لوكالة الأنباء الألمانية، أن الأساليب الإحصائية الجديدة المستخدمة والمتمثلة في استبعاد أطفال المهاجرين المولودين في ألمانيا "قد لا تعكس صورة حقيقية كافية للواقع، وتجعل من مقارنة الأعداد في العام 2019 وما قبلها غير ممكنة". وتوضح بندل أنه بمقارنة أعداد نسبة طلبات تقديم اللجوء في العام 2018 وعام 2019 فإن الأرقام تشير إلى أن نسبة الأطفال في طلبات اللجوء المقدمة بلغت 19,9 بالمائة في عام 2018 و22 بالمائة في عام 2019. وهو ما يشير إلى زيادة في أعداد طالبي اللجوء من الأطفال بحسب بندل.

من جهتها حذرت الأمين العام للحزب الليبرالي، ليندا تيوتيبرغ، من تكرار تجربة عام 2015، والتي شهدت تدفقا كبيرا للاجئين على ألمانيا. وقالت إن الحكومة الألمانية ما زالت تعتمد على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي تأوي بلاده الكثير من اللاجئين.

في حين رحبت المتحدثة باسم كتلة حزب اليسار في البرلمان الألماني (بوندستاغ) بالأسلوب الجديد لإحصاء عدد اللاجئين الجدد الذي يعكس "صورة واقعية" وقالت لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) الأسلوب السابق كان "يصطنع تضخيم" العدد، وأضافت: "طبعا أطفال اللاجئين الذين يولدون هنا لم يهاجروا إلى ألمانيا".

والأرقام الأخيرة لعدد اللاجئين تبقى أقل مما نص عليه اتفاق الائتلاف الحكومي حول تحديد سقف لعدد اللاجئين يتراوح ما بين 180 ألف و220 ألف سنويا. وفي هذا السياق أعرب وزير الداخلية هورست زيهوفر عن رضاه بهذا التطور وقال "إن عدد اللاجئين في تراجع للعام الثالث على التوالي. وهذا يشير إلى فعالية الإجراءات التي تم اتخاذها خلال السنوات الأخيرة للتحكم بحركة الهجرة".

No comments:

Post a Comment